«فجعله» : الماء البشر قسمين (نَسَباً وَصِهْراً) ـ (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) لا يغلب على أمره.
ورغم أن الخلايا الذكورية والأنثوية ، من كروموزمات وجينات تكوّن النويّة الصغيرة ، خلايا وبويضات متشابهة ، نراها تنشئ ذكورا وإناثا بطريقة عجيبة ، ولحد الآن ما اطلعت البشرية على تقدمها العجيب ، على الميّزة التي تجعل واحدة ذكرا وأخرى أنثى (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً).
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(٥٥).
(ما لا يَنْفَعُهُمْ) واضح لا مرية فيه ، فكيف «لا يضرهم» وإن الشرك لظلم عظيم؟ إنه ليس مطلق الضر ، وإنما ضر في ترك عبادتهم أن يعاقبوهم هنا أم في الأخرى ، ولكن الله ينفعهم عابدين ، ويضرهم تاركين ، في الأولى وفي الأخرى.
وهذه حماقة كبرى أن تترك عبادة من ينفع ويضر إلى عبادة ما لا ينفع ولا يضر هباء منثورا! (وَكانَ الْكافِرُ) منذ كفره المعمّد (عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) مستظهرا بعباده عليه ، ولن يضروا الله شيئا.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً)(٥٦). وعلّ تقديم «مبشرا» على تأخره في الدعوة عن «نذيرا» لأنه هو الأصل المرام ، وهذا تحضير للمرام.
(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)(٥٧).
إن المودة في القربى التي طرحت بصيغة الأجر : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٤٢ : ٢٣) إنها ليست في الحق أجرا للرسالة فإنها ليست إلا لكم دوني : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ