إعلام ، ثم نتقيد بالوقت الذي يقرر لنا دون تقديم ولا تأخير ، وإذا اعتذر منا ونحن وراء الباب فلا نتحرّج فنحرّج أهل البيت ليفتحوا لنا كارهين.
ولكننا ـ مع الأسى ـ لم نتأدب حتى الآن بهذه الآداب ، في الوقت الذي نرى غيرنا متأدبين بها! نطرق إخواننا في الأوقات غير المناسبة ، في غسق الليل وغداء النهار وأوقات الراحة ، فإن لم يفتحوا لنا أو لم يدعونا إلى طعام أو مبيت تحرّجنا دون تقدير لأعذارهم أو تعذير لأقدارهم ، والحق أن نوبخ أنفسنا في ذلك التخلف عن الأدب الجماعي!
وهنا تتجلى لنا الوصية العلوية المباركة : «الله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم» وقد سبقنا المتحضرون في قسم من هذه الآداب الجماعية ، منزلية وسواها ، ونحن نعتبرها آدابا إفرنجية فنتحذرها حذرنا من المكروهات او المحرمات ، فإذا قيل لأحدنا : لماذا الدخول دون إذن او استيناس ، قلنا له أتفرنجت بعد إسلامك! و «شر الإخوان من تكلف له» دعنا من هذه التكلفات والسنن الإفرنجية الكافرة!.
وبعد أدب الاستيناس لدخول البيوت كسياج على الحرمات ، نجد سياجا على سياج خارج البيوت أم أيا كان يحافظ على تفلّت النظرات أو تعمدها ، حيث تثير الشهوات ، كإجراء وقائي عن اللفتات والفلتات التي هي خطوة من خطوات الشيطان ، فرب نظرة قصيرة تورث حسرة طويلة! :
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما