إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٥٥) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٥٧)
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)(٤٧).
ليس الإيمان لعبة يتلهى بها في مقال ، إنما هو تكيّف في النفس انطباعا في القلب ، حالا واقعية تظهر في مقال وفي أعمال ، فأما القول ـ آمنا ـ فقط فهو لفظ الإيمان دون واقعه ، وأما عقد القلب دون ظهور في عمل فهو حال الإيمان ولما يستكن في القلب ، وإلّا فأين عمل الإيمان؟ فإن له صورة الظاهر كما له سيرة الباطن.
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ) وحده لا شريك له «وبالرسول» الذي أرسله (١) «وأطعنا» الله في محكم كتابه «وأطعنا» الرسول فيما أرسل به من سنته
__________________
(١) وانما فصل الرسول بالباء للفصل بين الايمانين أصالة ورسالة ، ولكي لا يظن انهما في درجة واحدة ام هما واحد ، رغم الوحدة في الاتجاه.