والخامسة حدّ لقذف الرجل دون زوجته ، فلا يجوز قذف الزاني بزوجته إن لم يكن له شهداء مهما جاز قذف زوجته بشهاداته الخمس!
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (١٠)
جواب لولا هو الواقع المرّ المظلم في جو الفاحشة والقذف بها ، لولا فضل الله عليكم بمنعها والتنديد الشديد عليها ، ولولا رحمته بفرض العذاب على مقترفيها ، و «لو» تحيل ترك الفضل والرحمة فرضا لها على نفسه تعالى حيث (كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
صحيح أن الحد عذاب على مستحقيه ، ولكنه رحمة للجماعة المؤمنة ككلّ ، وللمحدود ايضا لكي يتأدب بأدب الله فلا يقترف حرمات الله!
التشديد في النهي ـ فقط ـ عن الفاحشة وقذفها لا يغني وحده في صيانة النواميس والأعراض ، حيث الألسنة زلقة ، والأهواء والشهوات الجنسية حاضرة حاذرة ، لا يكفي سياجا عليها التخويف الأخروى ، فالعقوبات الدنيوية بالنسبة لأمثال هذه الجرائم ضمانات وقائية لتطهير الجوّ وتداوم طهارته.
فترك الألسنة تزلق كما تهوى على الأبرياء بلا منعة إلّا تخويفا عما بعد الموت ، يترك المجال فسيحا لتكدير الجو فتكويره عن أدبه الجماهيري ، فتصبح الجماعة وتمسي وإذا بأعراضها مجرحة محرجة ، وسمعتها ملوثة مدنسة ، وإذا بكل من الزوجين شاك في زوجه ، وبكل فرد شاك في أصله ونسله.
لذلك فليجعل الفاحش والقاذف في زاوية بعيدة عن الخلق (لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً) وعن الخالق (وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) ومعهما العذاب الحدّ يوم