إذا فذلك الحق الأخير هو الأعلى في مثلث الكمال والخلود وسلامة الأصل ، طالما الكتب السماوية الأخرى جامعة لسلبية جمعا بين النسخ والتحريف ، وانها دون الكمال القمة! إذا ف ـ (هُوَ الْحَقَّ) لا سواه كما (وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) : كتاب عزيز حميد : لا يغلب في معتركات الصدامات ، ولا يذم في مذامّ بمختلف الجهات ، ثم وهو يهدي الى صراط الله (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)!
هؤلاء هم الذين أوتوا العلم حين يستعملونه في الحصول على الحق ، ولكن الذين كفروا :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ)(٨).
(الَّذِينَ كَفَرُوا) هنا هم المشركون ، دون الكفار من اهل الكتاب ، إذ ينكرون هنا المعاد وهو اصل من الأصول الكتابية ، فهم أولاء الأغفال يقولون مستهزئين ، لإخوانهم (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) تمزقا لأرواحكم عن أجسادكم ، وتمزقا لأجسادكم الى رفاتكم ، وتمزقا لرفاتكم ام أجسادكم الى مختلف المكان من أبدان ام أيا كان.
«ينبئكم» ... (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) بعد مثلث من ذلك التمزق البعيد البعيد؟ وهذا باطل ليس صاحبه إلّا أن : (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) حين ينقله عن الله (أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) حين يقوله ، فانه على أية حال محال لا ينسب الى الله ، ولا الى العقل ، خارج عن وحي الأرض والسماء ، مارج من فرية وجنون!
ولكنه لا! لا هنالك فرية ولا جنون (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) تغاضيا عن براهينها الظاهرة ، انهم عائشون (فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ)