(وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(١١) (٥٦).
إذا فورثة القرآن بعد نبي القرآن هم المصطفون السابقون المقربون ، دون اصحاب اليمين المقتصدين ، فضلا عن الظالمين المسلمين وان لم يكونوا من اصحاب المشأمة والداخلين في الجحيم!
ذلك المثلث البارع الرائع من مواصفات ورثة القرآن لا نجده في سائر القرآن اللهم إلّا لنبي القرآن ثم من أورثوا القرآن من بعده.
وهنا قيد «ظالم» ب «لنفسه» لإخراج الظالمين من المسلمين لغيرهم ، فالمعتدون منهم الطغاة على الإسلام والمسلمين ليسوا من اهل الجنة والسلام.
و (مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) لا ظالم لنفسه» كأصل في حياته ، ولا سابق بالخيرات ، بل هم عوان بين ذلك ، فهم المعتدلون من امة الإسلام عدولا وسواهم ف (ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) هم غير العدول الذين قد تنالهم الشفاعة وهم مصيرهم الى الجنة ، من اصحاب الكبائر الصالحة للشفاعة ، فاما أمثال يزيد ومعاوية الطاغية واضرابهم من طغاة هذه الامة ، فخارجون عن هذا التقسيم ، داخلون مع الذين كفروا في الجحيم ، ف «الظالم يحوم حوم نفسه ، والمقتصد يحوم حوم قلبه ، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه» (١).
__________________
(١) في معاني الاخبار مسندا عن الصادق (عليه السلام) قال : .. وفي الدر المنثور ٥ : ٢٥١ ـ اخرج جماعة عن أبي الدرداء سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ ..) فاما الذين سبقوا فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فأولئك يحاسبون حسابا يسيرا واما الذين ظلموا أنفسهم ـ