(صلّى الله عليه وآله وسلم) ام ـ انها ولا سمح الله ـ كانت كافرة لا ترث أبيها؟ سلوا الخليفة أبا بكر وزميله عمر عن هذه المسألة تسمعون الحديث المختلق «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» ثم سلوها تجيبكم بآيات الإرث ، ردا لحديث الخليفة الى كتاب الله وضربا عليه عرض الحائط لمخالفة الكتاب في خطبتها وقد نقلها أئمة الحديث بما لا نكير عليه (١)!.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً)(٨).
ميثاق واحد مطرد يشمل كافة «النبيين» فانه جمع محلى باللام يفيد استغراق مدخوله ، و «ميثاقهم» يوحي باختصاصه بهم لا يعدوهم الى سواهم من نبي او مرسل غير نبيّ حيث «النبيين» هم اولوا النبوة والرفعة بين المرسلين فضلا عمن دونهم من نبيء لم يرسل فضلا عن ان ينبو في رسالته!
فلو كان الميثاق لعامة المرسلين لكان «من المرسلين» ام ولعامة من يوحى إليهم وان لم يرسلوا لكان «النبيئين» ام لعامة الصديقين او الصادقين لكانوا هم ام أولاء ولكنه «من النبيين».
هنا ميثاق منهم يعمهم ، لأمر مّا يهمهم كلّهم في هامة النبوة ، وفي اخرى ميثاق آخر منهم كلهم لإيمانهم ونصرتهم لآخرهم مبعثا واوّلهم ميثاقا : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ
__________________
(١) ومنهم احمد بن أبي طاهر البغدادي في بلاغات النساء ١٤ وابن أبي الحديد في شرح النهج ٤ : ٧٨ و ٩٢ وعمر رضا كحالة في أعلام النساء ٣ : ١٢٠٨ وابو بكر الجوهري في كتابه على ما في تظلم الزهراء ٣٨.