٧ ـ (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً)(٢٠).
«يحسبون» المنافقون «الأحزاب» المهاجمة (لَمْ يَذْهَبُوا) حتى الآن حيث فروا عن زحفهم والخوف ماكن في قلوبهم لا يدعهم يحسبونهم ذهبوا ، وحتى إذا حسبوهم ذهبوا (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) راجعين بعد ذهابهم «يودوا» الحاسبون (لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ) خارجون في البادية خارج المدينة «في الاعراب» اهل البادية ، لا هم أمام الأحزاب في المعركة ولا هم في بيوتهم العورة ، وإنما (بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) كسرا للأحزاب فكسالى ، او انكسارا منهم ففرحين ، فهذه حالتهم وليسوا فيكم (وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) منهم في قليل من الحرب مسايرة النفاق.
انهم لا يزالون في نعاش وارتعاش وتخاذل واستيحاش ف ـ (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا) وملامح ذهابهم ظاهرة وهم البعيدون البعيدون عن المعركة ، يظلون خائفين لو ان الأحزاب ما ذهبت (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا) هؤلاء الجبناء لو انهم لم يكونوا من قاطني المدينة ، بل هم بادون في الأعراب ، فليس لهم موقف مما يمضي في المدينة إلّا و (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ ..)!
وهذه سبعة من أبواب جحيم المنافقين المتخللين بين الجماعة الناشئة المؤمنة : ١ ـ (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ ..) ٢ ـ (لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ..) ٣ ـ (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ ..) ٤ ـ (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ...) ٥ ـ (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ ..) ٦ ـ (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ...) ٧ ـ (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا ...)!