وهكذا نراه يتفلت عن هذه الأسوة المباركة أحيانا ويتلفت اخرى ولماذا؟ انا لا ادري!.
وإليكم نبأ من المؤمنين معه (صلى الله عليه وآله وسلم) في تلك المعركة المزمجرة المحرجة التي برزت فيها معالم النفاق من طائفة ، وضآلة الايمان من اخرى ، ولكنما الثالثة :
(وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً)(٢٢).
واين هذه الآمنة المؤمنة من تلك المنافقة الفاتكة «... ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا .. يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا .. سلقوكم بألسنة حداد اشحة على على الخير ..»!
واين كان ومتى ، وعد الله ورسوله هجمة الأحزاب وتحليقهم هكذا بأقطار المدينة من فوقهم ومن أسفل منهم؟ قد يكون مثل قوله تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٢ : ٢١٤) و : (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً)(١١) بلاء وزلزالا من هجمة لا قبل لها من الأحزاب ، وزلزالا علّها أشد هي من هجمة الدعاية المنافقة : (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) وآية البقرة تصريحة بوعد البلاء والزلزال الشديد فهم يترقبونه ، وتلميحة بقريب النصر علّه مع الزلزال امّا هيه؟
وكما كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ على ضوء وعد الله ـ وعدهم بتظاهر الأحزاب عليهم وان الله ينصرهم (١) ولكن متى نصر الله؟
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٥٣ ، القمي في حديث غزوة الخندق «وقد كان رسول الله ـ