هل هو في هذه الحرب؟ ام بعده؟ ام ودون حرب حارقة؟ ليس في وعدهم إلّا (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)!
ورغم ان هذه الزلزال بطبيعة الحال تزلزل من الايمان ام تزيله ، ولكنهم (ما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) ايمانا بالله حيث يرون وعده واقعا ، وتسليما لأمر الله حتى وان كان فيه بتسليم أنفسهم ، فإنهم ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم دوما في انتظار الانتصار وسواء عليهم أيقتلون او يقتلون! :
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(٢٣).
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) : بعضا قليلا لا كلهّم حيث الايمان درجات ، وفي هذا العرض ينضم المؤمنون غير الصادقين في عهدهم الى قبيل المنافقين توسعا فيهم وتضيقا في قبيل المؤمنين ثم لا يبقى إلّا الكافرون!
وهذه صورة وضيئة من الايمان الصادق تقابل صورة وضيعة من ضعف الايمان تلحق النفاق فتنضم اليه وكما مضت (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وليتسابق المؤمنون في الحصول على صورته الوضيئة الصادقة. ومواصفة هؤلاء المؤمنين في اوّل المطاف ب ـ : «رجال» تاتي لهم بصورة صارمة من رجولات وبطولات في ايمانهم ، فليست تعني رجولة الجنس فتخرج بها نساء هنّ أرجل من رجال كما الصديقة الطاهرة الزهراء سلام الله عليها ،
__________________
ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر أصحابه ان العرب تتحزب علي ويجيئون من فوق وتعذر اليهود ونخافهم من أسفل وانه يصيبهم جهد شديد ولكن يكون العاقبة لي عليهم ...».