ف ـ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ... رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ..) (٢٤ : ٣٧) و «لبيت علي وفاطمة من أفاضلها» على حدّ قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي إذا من هؤلاء الرجال ، في رجولة العصمة القمة وتطلباتها : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) (٩ : ١٠٨)
وهكذا رجال الأعراف : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٤٦) (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ)(٤٨) كما رجال الجنة إذ ليس كل اصحاب الجنة رجال الجنس : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ، أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) (٣٨ : ٦٣) اللهم إلّا رجال الوحي : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) (١٦ : ٤٣) فان رجولة الجنس من شروط وحي الرسالة امّن يقابلون النساء : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ..) (٤٨ : ٢٥) (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ) (٢٧ : ٥٥)
(.. رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) : عاهدوه صدقا وأتوا بما عاهدوه صدقا بكل ما لديهم من طاقات وامكانيات : قالا وحالا وفعالا ، نفسا ومالا وعلى أية حال ما وجدوا له مجالا ، فما هو ما عاهدوا الله عليه؟ المعاهدة ـ وهي عهد بين اثنين ، فالبادئ معاهد والثاني معاهد عليه ـ هي قد تكون من الله أن يعاهدك الله على شيء وأنت تقبل : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ ..) (٣٦ : ٦٠) واخرى أنت تعاهد الله على ما عهد إليك ، ومعاهدة الآية هي الاخرى (عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) واوّل العهود الإلهية الى المؤمنين ان (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) والمؤمنون كلهم يعاهدون الله على (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فمنهم الصادقون ، حيث يعيشون كلمة التوحيد قالا وحالا واعمالا ، دون اي نفاق بين حال وقال ، ولا بينهما وبين الأعمال ، وقد صدقوا في عهد التوحيد تسليما لله على أية حال.