ليدافعوا عنهم الأخطار الموجهة إليهم ، فإذا غابوا فهم في خطر كما آلهة نمرود لما غاب عنهم بشعبه ، اغتنم إبراهيم تلك الفرصة (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ).
ومن ثم (وَهُمْ لَهُمْ) لعبدتهم (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) يوم القيامة ، كما أنهم لآلهتهم يومئذ جند محضرون (١) وماذا يفيد جند لا يستطيعون نصرهم لا في الحياة الدنيا ولا في الآخرة؟! : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (٣٧ : ١٥٨) فيا بؤسا لآلهة تحضر يوم الحساب للحساب كما يحضر عابدوها!
(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)(٧٦)
وإذا (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) في نكران المبدء والمعاد والرسالة ، ف (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) ضد هذه الرسالة (وَما يُعْلِنُونَ) أمامها ، فلا عليك منهم شيء فيه وأمرهم مكشوف بظاهره وخافيه على الحكيم الخبير القدير ، وقد هان أمرهم وما عاد لهم من خطر عليك (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ...)
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) (٧٧).
__________________
ـ السلام) في الآية يقول : لا تستطيع الآلهة نصرهم وهم للآلهة جند محضرون ، وفي الدر المنثور ٥ : ٢٦٩ ـ اخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : محضرون لآلهتهم التي يعبدون يدفعون عنهم ويمنعونهم.
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٦٩ واخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : هم لهم جند في الدنيا وهم محضرون في النار ، وعن قتادة : لا يستطيعون نصرهم قال : نصر الآلهة ولا تستطيع الالهة نصرهم وهم لهم جند محضرون قال : المشركون يغضبون للآلهة في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم سوءا إنما هي أصنام.