لقد كانوا بشركهم سافلين وخاسرين ، فأصبحوا بدائرة السوء على إبراهيم أسفلين وأخسرين.
إذ دحضت حجتهم عملية بعد دحضها قولية ، خسارا إلى خسار وسفالا إلى سفال!
ليس لحماقى الطغيان أمام دعاة الحق إلّا منطق السيف والنار ، عند ما تعوزهم كل حجة وتحرجهم كلمة الحق :
(ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)! ولم تجر سنة الله على خرق العادات إلّا أحيانا تقتضيها الحكمة العالية كما في جحيم إبراهيم ، وهذه حلقة أولى من قصص إبراهيم ومن ثم الثانية : (١)
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤١٤ ح ٦١ في روضة الكافي بسند عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خالف ابراهيم قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم ... وقال ابو جعفر (عليه السلام) عاب آلهتهم (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) والله ما كان سقيما وما كذب فلما تولوا عنه مدبرين الى عيد لهم دخل ابراهيم (عليه السلام) الى الهتهم بقدوم فكسرها إلا كبيرا لهم ووضع القدوم في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا الى ما صنع بها فقالوا لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر اليه كيف تأخذه النار ووضع ابراهيم (عليه السلام) في منجنيق وقالت الأرض يا رب ليس على ظهري احد يعبدك غيره ويحرق بالنار قال الرب ان دعاني كفيته ، فذكر ابان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر (عليه السلام) ان دعاء ابراهيم يومئذ كان : يا احد يا احد يا صمد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ثم قال توكلت على الله فقال الرب تبارك وتعالى كفيت فقال للنار (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) قال فاضطربت أسنان ابراهيم من البرد حتى قال الله عز وجل (وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) وانحطّ جبرائيل (عليه السلام) فإذا هو يجالس مع ابراهيم يحدثه في النار قال نمرود : من اتخذ إلها فليتخذ مثل آله ابراهيم قال فقال عظيم من عظمائهم اني عزمت على النار ان لا تحرقه ـ