أم هو المخفف عن «إلياسيين» فيعني به إلياس وآله وأتباعه من المؤمنين؟ والصحيح ـ إذا ـ هو الشدّ دون تخفيف صونا عن أي التباس! وكيف يختص إلياس بهذه الكرامة الشاملة دون إبراهيم وموسى وهارون وهم أفضل منه وأنبل؟!
ولماذا الفصل ـ إذا ـ بين «إل» و «ياسين»! وهكذا الأمر لو كان هو نبيا غير إلياس لا نعرفه في سائر القرآن! وإذ لا مجال فيما نعرف ل «إل ياسين» فهو هو «آل ياسين»؟
ترى أنه بعد «إلياس» لأنه ابن ياسين؟ ولا نجد في سائر القرآن نبيا ينسب إلى أبيه أيا كان ، فإن نسبة النبوة تغنيه عن أية نسبة! ثم وصحيح النسبة «ابن ياسين» أو «الياس بن ياسين» ، وأن يذكر أولا بنسبته ثم تثنى.
أم إنه آل محمد ، فإن ياسين من أسماءه في القرآن ، عني به النداء في يس ، والعلم تخليا عنها في الصافات ، كما ارتآه بعض كبار الصحابة (١) وكما اتفقت عليه رواية اهل البيت في حجاجات وإجابات عن السؤال
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٨٦ ـ اخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله «سلام على آل ياسين» قال : نحن آل محمد آل ياسين ، وفي ملحقات احقاق الحق للمرجع الديني العظيم السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ج ٣ ص ٤٤٩ رواه جمع من فطاحل القوم ونحن نكتفي بسرد من وقفنا عليه فنقول : منهم فخر الدين الرازي في تفسيره ٢٦ : ١٦٢ والقرطبي في جامع احكام القرآن ١٥ : ١١٩ وابو حيان الاندلسي في البحر المحيط ٧ : ٣٧٣ وابن كثير في تفسيره ٤ : ٢٠ والهيثمي في الصواعق المحرقة ١٤٦ والترمذي في مناقب مرتضوي ٥٤ والشوكاني في فتح الغدير ٤ : ٤٠٠ والآلوسي في روح المعاني ٢٣ : ١٢٩ والسيد ابو بكر الحضرمي في رشفة الصادي ٢٤ ونقله النقاش عن الكلبي ، كلهم يروون قول ابن عباس انه آل محمد ، وفي كفاية الخصام ٤٦٩ وابو نعيم الاصفهاني بسنده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مثله وعن ابن بابويه بسنده عن ابن عباس في الآية قال «السلام من رب العالمين على محمد» ـ