و (إِنَّهُ أَوَّابٌ) كثير الرجوع إلى الله ، كيف يناسب أؤتبه هكذا إلى سعار الجنس ، رغم توبته؟
وهل (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ ...) لتساعده على استلاب النواميس والأعراض؟
أو (شَدَدْنا مُلْكَهُ) لكي يملك قتل كبير من قواد جنده «أورياه» ليملك زوجته بكل حرية ودناءة؟!
أم (آتَيْناهُ الْحِكْمَةَ) ليأتي بخلاف الحكمة وخلاف العدالة والخلق الإنسانية؟!
أم (وَفَصْلَ الْخِطابِ) ليخاطب جنده ان يجعلو أورياه في مقدمة المقاتلين لكي يقتل؟!
أم (إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى) بهذه التأكيدات الأربعة ، ليرتكب أنحس الكبائر بحق رجل مسلم مجاهد؟!
أم (حُسْنَ مَآبٍ) إذ آب إلى ما آب ، وخاب ما خاب ، بما افتري عليه من فتك وقتل وفاحشة؟! (١).
__________________
(١) في صموئيل ١١ : ٢ ـ ٢٦ : «وكان وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فراى من على السطح امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد : أليست هذه بنت بشتبع اليعام امرأة أوريا الحثي؟. فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت الى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى. فأرسل داود الى يوآب يقول : أرسل الي أوريا الحثي ... فأتى أوريا اليه ... فقال داود لاوريا أقم هنا اليوم ، وغدا أطلقك ... ودعاه داود فأكل امامه وشرب واسكره وفي الصباح كتب داود الى يوآب : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت ... فقتل أوريا كذلك ... فلما سمعت امرأة أوريا انه قد مات رجلها