قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣) إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٦٤)
«هذا» الذي ذكر من ذكرى اصطبار المرسلين ، أم هذا القرآن ككل «ذكر» فمن يتذكر به وهو الذي يتقي الغفلات (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) لا في الأخرى فحسب ، بل وفي الأولى كما في جموع المرسلين ، وطبعا إنّ للطاغين لشر مآب ، وإلى حسن مآب للمتقين في دار الثواب :
(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)(٥٠).
فلأن الأصل هو الجنة فلتكن مفتحة لهم الأبواب إلّا من أغلقها على نفسه بما قدم ، ولكن النار ليست مفتحة الأبواب حتى يساق أهلوها إليها ، فلهم ما قبل سوقهم مجالات لكيلا تفتح لهم أبوابها ، من صالحات يوم الدنيا ، وعقوبات يوم البرزخ ، وشفاعات قبل سوقهم الى النار : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها ... وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ...) (٣٩ : ٧٣)