(قاصِراتُ الطَّرْفِ) على أزواجهن ، لا تتعداهم إلى سواهم لا في طرف العيون ولا طرف القلوب ، فهن لهم خالصات خالدات غير مشوبات ، وهن «أتراب» : لدات منشآت مع بعض ، متماثلات الجمال ، متوافيات السن مع لداتهن ومع أزواجهن ، و «أتراب» ك «ترائب» هي ضلوع الصدر المتقارنات.
(هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ)(٥٤).
كما لا نفاد زمنا ليوم الحساب فلا حساب في مداه ، كذلك لا نفاد «لرزقنا» (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) هذه ضفّة الجنة ومن ثم ضفة النار وأين ضفة من ضفة؟ :
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ)(٥٦).
ان (لَشَرَّ مَآبٍ) وهو أسوءه ، و «يصلونها» وهو إيقاد النار ، إنهما يشهدان أن «الطاغين» هنا هم رؤوس الطغيان ، دون الأذناب الأتباع إلّا من هم كأمثالهم ، فآيات الصلي كلها تختصهم دون من دونهم : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (٩٢ : ١٥).
(هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)(٥٨).
«هذا» حميم : شراب ساخن يحمّ «وغساق» : قيح شديد النتن يغسق ويظلم على آكله ، كما غاسق الليل «وآخر» غير هذا «من شكله» في الحمة الحرارة ، والنتن «أزواج» فكل شراب النار حميم ، وكل طعامه غساق ، على ألوانها.