رِجالاً) كنا نعرفهم يوم الدنيا و (كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) ، إذ كنا نعد أنفسنا من الأخيار ، فمن يخالفنا ـ طبعا ـ كان من الأشرار.
ولماذا ـ فقط ـ رجالا ـ والنساء المؤمنات أمثالهم؟ لأنهن لا يبرز من حتى يعرفن.
فهؤلاء هم الأخسرون أعمالا (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) دون سائر الضالين الذين يرون أنفسهم في ضلال.
(أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) يوم الدنيا خطأ منا؟ «أم» هم معنا في النار ولكن (زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) وبينما الرجال الذين يتساءلون عنهم هناك في الجنان ، يرونهم إذ يتراءون.
(إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٦٤).
النار عذاب من ناحية ، وتخاصم أهل النار عذاب فوق العذاب ، وليس في الجنة تخاصم إلّا وئام تام.
(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦)