بعد الموت كما الموت بعد الحياة ، وهما لإحياء الإنسان حياة لائقة كما أن الليل والنهار حياة في الأولى سباتا وإبصارا (١).
وأخيرا في جري الشمس والقمر لأجل مسمى دليل ثالث على أجل مسمى.
(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)(٦).
«خلقكم» نوع الإنسان الحالي في طوله التاريخي وعرضه الجغرافي ، دون المخاطبين فقط زمن النزول حيث الخطاب من زمرة القضايا الحقيقة ، لا الواقعية الفعلية ، فهي كآية النساء : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ...).
(مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) بادئ الخلق آدم ابو البشر ، دون ثانيه وما يتلوه فإنه من نفسين اثنتين لا واحدة (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) بعد ما خلق النفس الواحدة وفيها خلقكم جملة كبداية ، جعل منها زوجها وفيه خلقكم تفصيلا ، ثم لا ثالث لتفصيل الخلق كما لا ثاني لجملته ، إذا فمبدأ النسل الإنساني ككل في تفصيله ليس إلّا نفسين ، وأسطورة الحورية والجنية ، على تضارب الروايات فيها ، لا توافق القرآن هنا ولا سيما آية النساء (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ،) وهم «الناس» المخاطبون أجمع ، فلو كان هنالك لبثّ الناس ، رجالا كثيرا ونساء ، مدخل من ثالث ورابع لكذب القول
__________________
(١) راجع تفسير الآية ٣٩ من الدخان ففيه تفصيل الدليل على البعث على ضوء حق الخلق.