وعدوان : «ويخرج أضغانهم» ثم وكل هذه خلاف المجيء بالصدق والتصديق به!
(لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)(٣٥).
(أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) مما يدلنا على أن المحور المعني في (جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) هم المرسل إليهم الذين يجوز عليهم السوء والأسوء حتى يكفّر ، دون المرسلين المعصومين ، ف «عنهم» هنا راجع إلى بعض المعنيّ من (الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) إن كان يشمل الرسل.
ثم و (أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) هو الإشراك بالله قبل الإيمان ، حيث المجيء بالصدق والتصديق به أحسن الأعمال فيكفّر الله به أسوء الأعمال فضلا عن سوءها ، وهذه سنّة ثابتة بالنسبة للأسوء قبل الإيمان ، ثم وبعده (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) (٤ : ٣١) دون توبة ، ويكفر كذلك كبائر السيئات بتوبة وشفاعة ، فهذا المثلث من الأسوء مكفّر لكرامة الصدق والتصديق به ، ثم (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) وهو الصدق والتصديق ، ففيهما الأجر العظيم والتكفير العظيم ، وكل ذلك من فضله العميم.
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ)(٣٧).
من أسباب النزول أنهم قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتكفّن عن شتم آلهتنا او لنأمرنها فلتجنّنك فنزلت (١).
__________________
(١) المصدر اخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال قال لي رجل قالوا للنبي ـ