وترى كيف كانت معهم عاقبة المرسلين ، فهل قتلوا مع صاحب يس؟ و (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) لا تشملهم! أم هم نجوا من هذه المعركة الدموية الصاخبة ، وقتل مؤمن واحد لا يخلّف صيحة تخمدهم جميعا! الأمر الواضح في هذا البين أن الرجل الأقصى قتل وأن أصحاب القرية خمدوا بصيحة واحدة ، ولو أن الرسل قتلوا لأشير إلى قتلهم كما الإشارات إلى قتل المناصر.
والصيحة التي اخمدتهم كذلك تخمد الرواية القائلة أن السلطان آمن وأهل مملكته (١) فلو أن هناك مؤمنين ولا سيما السلطان وجماهير من أتباعه
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٧٩ ج ٣٠ القمي حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن تفسير هذه الآية فقال : بعث الله عز وجل رجلين الى اهل مدينة انطاكية فجاءهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال أرشدوني الى باب الملك قال فلما وقف على الباب قال انا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض وقد أحببت ان اعبد إله الملك فابلغوا كلامه الملك فقال أدخلوه الى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه فقال لهما بهذا ينقل قوم من دين الى دين بالخرق أفلا رفقتما؟ ثم قال لهما لا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد الهي فلم أزل وأنت اخي فسلني حاجتك فقال : ما لي من حاجة ايها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الالهة فما حالهما؟ قال الملك : هذان رجلان أتياني ببطلان ديني ويدعواني إلى آله سماوي فقال ايها الملك مناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما وان يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا وكان لهما ما لنا وعليهما ما علينا. قال : فبعث الملك إليهما فدخلا اليه قال لهما صاحبهما : ما الذي جئتما به؟ قالا : جئنا ندعوه الى عبادة الله الذي خلق السماوات والأرض ويخلق في الأرحام ما يشاء ويصور كيف يشاء وأنبت الأشجار والثمار وانزل القطر من السماء قال : فقال لهما إلهكما هذا الذي تدعوان اليه والى عبادته ان جئنا بأعمى يقدر ان يرده صحيحا؟ قالا : إذا سألناه أن ـ