إن (ما مَكَرُوا) تشمل (أَقْتُلْ مُوسى) فضلا عمن معه ، وإضلال الذين آمنوا معه ، ومن سيئاته قتله وإضلاله إذ خاض في حواره الصارم مع موسى بين الجماهير المحتشدة (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) تشمل من السيآت هذه وتلك ـ إذا ـ فما قتلوه رغم ما مكروا (وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) بدلا أن يحيق به سيئات ما مكروا!
وقد لا يكون قتله في سبيل دعوته من سيئات ما مكروا ، فانه من حسناته في حساب الله حيث الشهادة في سبيل الله كرامة ما فوقها كرامة!
وسوء العذاب هو العذاب السوء ، وكل عذاب سوء ، ولكنه كان سوء على سوء إذ غرقوا حينما ترائى الجمعان فأدخلوا نارا فور غرقهم وهذا من سوء العذاب.
«وحاق» نزل وأصاب (بِآلِ فِرْعَوْنَ) فرعون ومن معه (سُوءُ الْعَذابِ) حرق بعد غرق ، ف (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) ترى أنه عرض دون دخول؟ ولماذا (غُدُوًّا وَعَشِيًّا) ولا رياحة في النار ولا تخفيف؟
العرض عبارة أخرى عن الدخول كحالة خاصة منه كما يعرض اللحم على النار لنضجه (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ) (٤٦ : ٣٤) وقد يلمح أنهم متاع يعرض على النار وهي تشريهم كما شروها أنفسهم من قبل ، فهم متاع النار ، ثم (غُدُوًّا وَعَشِيًّا) دليل أنها نار البرزخ ، لا لأن القيامة ليس لها غدو وعشي ، فإنما لاختصاص العذاب بهما ، ورياحة بينهما ، ولا راحة ولا مهلة لأهل النار الأخرى في
__________________
وتصديق الوعد و «الياء» اليأس من نفسك واليقين من ربك و «الضاد» من الضمير الصافي لله والضرورة اليه ... أقول : و (٣) الثانية ذيل الحديث.