يوم من العذاب ، يعني المستحق الذي لا يقبل العفو ، مهما كان من الذين يخرجون عن النار بعد ردح بعيد أو قريب من الزمن ، ولكن الآية التالية تختصّهم بالكافرين الناكرين للرسالات وللمبدء والمعاد ، فهم الآبدون في النار دون من يخرج فإنهم يستحقون تخفيف يوم وأيام من العذاب حيث مصيرهم الجنة والثواب.
ولماذا (لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ) لمكان البعد البعيد عن الرب وألّا جواب لهم منه ، ولذلك (ادْعُوا رَبَّكُمْ) دون ربنا أو رب العالمين ، حيث انقطع عنهم عطف الربوبية بكفرهم.
و (يَوْماً مِنَ الْعَذابِ) قد يعني زمانا مّا ملموسا من العذاب ، حيث المتقاضى في ذلك السعير الحارق البالغ ، ومن أهل النار عالمين أنهم يستحقونها جزاء وفاقا ، إنه ليس بطبيعة الحال إلّا أقل زمان ، فعلّه واحد من الزمن الأخروي أيّا كان ، فاليوم في القيامة بين أدنى الزمان وطائلها وبينهما عوان ، ويعرف كل حسب القرائن ، كمثل اليوم في الدنيا وبينهما البرزخ العوان.
وهنا لا جواب لأهل النار من خزنتها إلّا التأنيب العتاب ، تذكيرا بسبب الدخول في النار :
«قالوا» ألم تك عندكم آيات من الأنفس والآفاق لكم فيها عبرة ، فان لم تكن أو لم تعتبروا (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ) وترى معاصرو الرسل أتتهم رسلهم بالبينات فما بال الغيّب يعاتبون بعتبهم فيعذّبون عذابهم؟ القصد من إتيان الرسل إتيان الرسالات ببلاغها