(أَسْتَجِبْ لَكُمْ) و (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) وهما من وعده الصدق : لا يتحقق إلّا على شروطه وفي زمنه الصالح ، فإذا توفرت الشروط في دعاءك فالاستجابة كائنة على أية حال ، في حال أم استقبال : هنا أم في البرزخ أو الأخرى وهي أحرى وقد «يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب» (١) ولكنك قد تدعو غير صالحك ، فالله أجل أن يغرك بجهلك صالحك عن طالحك ، وقد يعوّضك صالحا بدل ما دعوت من غير صالح وأنت لا تدري.
وقد تدعو وأنت غير صالح للاستجابة فكيف ترجوا الإجابة؟
وقد تدعو ربك فيما خوّله إليك أو ألزمه عليك ، وليس الدعاء إلّا فيما لا تسطع أم لا تكفيه!.
وعلى أية حال ليس عدم الإجابة إلّا لنقص فيك أو في دعاءك أم هي مستقبلة قريبة أم غريبة ، في دنياك أم أخراك ، فثق بما وعدك ربك واتّهم نفسك في غير إجابة ، أو انتظر مستقبلا فيه الإجابة (٢).
خلف الوعد من خلفيات الجهل او العجز او البخل او الخوف أمّاذا من نقص في الواعد يقتضي نقضا في وعده ، وكل ذلك بعيد عن ساحته
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٣١ عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٥٢٧ ح ٧٤ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل : الست تقول يقول الله تعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقد نرى المضطر يدعوه فلا يجاب له ، والمطيع يستنصره على عدوه فلا ينصره؟ قال : ويحك ما يدعوه احد الا استجاب له اما الظالم فدعاؤه مردود الى ان يتوب اليه ، واما المحق فانه إذا دعاه استجاب له وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلم او ادخر له ثوابا جزيلا : ليوم حاجته اليه وان لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرا له إن أعطاه امسك عنه والمؤمن العارف بالله ربما عز عليه ان يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك ام خطأ.