«فلو دارت الأرض حول نفسها أو شمسها أسرع ما تدور الآن لاندثرت هي ، وتناثر ما عليها ، وقضت نحبها بمن عليها!
ولو دارت أبطأ مما هي لبطلت الحياة عليها أو صعبت ، ولولا دورانها حول نفسها لفرغت البحار والمحيطات من مائها ، وتحولت الفصول إلى فصل واحد.
ولو كان الأوكسجين بدلا عن ٢١% خمسين بالمائة تعرضت كافة المواد القابلة للاشتعال لحرقها ، ولو هبطت عن قدرها كعشرة بالمائة أو أقل لابتليت الحياة بقلة الحرارة اللازمة لتداومها ونضجها.
وهناك آلاف الموافقات المتشابكة لا نعلمها ، خلفت قرار الأرض كما نعيشها ، لولاها لبطلت الحياة أم صعبت على ظهرها» (١).
ونعمة ثالثة بعد قرار الأرض وبناء السماء (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) لا كسائر الحسن في سائر الخلق ، بل الأحسن المطلق الذي ليس فوقه حسن (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) مهما كان يساوى ويسامى في حسن : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) حيث يبقى القليل غير المفضّل ولا المفضّل عليه ، ولو وقفنا أمام صورة الإنسان : الجسمية ـ فضلا عن صورته الروحية ـ وقفة دقيقة ، بل وأمام كل عضو من أعضائه أو خليّة من خليّاته لقضينا عجبا على عجب ، حيث يرجع إلينا البصر خاسئا وهو حسير!
__________________
(١) مقتطفات عن كتاب «مع الله في السماء» للدكتور احمد زكي وكتاب «العلم؟؟؟ للايمان» ترجمة محمود صالح الفلكي.