تعنيها حيث لا خلود في المدخل وإنما هي جهنم يخلد الداخل فيها مهانا (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ).
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ)(٧٧).
عليك واجب التصبّر لحق الوعد عليهم ، فسواء أريناك (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) ما دمت فيهم يوم الدنيا (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) إن العذاب لا محالة واقع ، فحتى لو لم نعذبهم في الدنيا (فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) فليس أمرهم إلّا إلينا ، فما دمت حققت واجبك الرسالي فقف عنده ، فأما النتائج فليست لك ولا عليك وحتى شفاء صدرك أن تشهد فيهم بعض الوعيد ، فلا تعلق قلبك بشيء إلّا بلاغ الرسالة ، ثم الأمر كله لله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد وما أنت إلّا رسول!
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (٧٨).
إن من قصّ عليه من الرسل قليل (١) من كثير منهم ، ولكنهم على قلتهم عددا يحلّقون على من سواهم عددا ، فإنهم عظماء الرسل بين من دارت عليهم الرحى أو من ينحو نحوهم ، وعلى أية حال فالسنة الرسالية هي ما تصرح به الآية أن الآيات أن الآيات الرسالية عذابا ورحمة إنما هي بإذن الله ومهما كانت الآية الرحمة لإثبات الرسالة تأتي زمن الرسول ، فآية العذاب قد تأتي بعد الرسول ، فلا تك في ضيق من تأخير آية ، (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ
__________________
(١) حيث المذكور منهم في القرآن (٢٦) رسولا بين الألوف المشار إليهم في أحاديثنا