عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) فإذا جاء أمر الله في آية (قُضِيَ بِالْحَقِّ) على ناكريه (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ).
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)(٨٠).
وها هي آيات من الله لصالح المجموعة في الحقول المعيشية المادية ، ليست تأتي إلّا بإذن الله ، فبأحرى الآيات الرسالية أن ترتبط ـ فقط ـ بإذن الله دون سواه.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)(٨١) فالعالمون يعيشون آيات الله في كل حلّ وترحال وعلى أية حال ، دون أن يملكوا منها آية فيأتوا ـ هم ـ بآية ، فإنما هي من الله وبإذن الله (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)؟
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٨٢).
ذلك سير الأرض في الطول التأريخي والعرض الجغرافي ، حصولا على عاقبة الماضين ، ما تبقّى من آثارهم في أماكنهم أو تهدّم ، وما جاء في الأثر الصحيح عنهم مهما تأخر أو تقدم ، فذلك سير يبشر المؤمنين وينذر الكافرين ، عبرة من الغابر هي تذكرة للحاضر.
فتراهم «كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض» في الحياة الظاهرة الحاضرة ، (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) فأنتم بأحرى ، وعذاب الله عليكم ـ إذا ـ أشجى.