سنة سنية دائبة «في عباده» ألّا تقبل التوبة عند البأس وحضور العذاب لأنها لا تحن إلى واقع ، وليست إلّا خوفة من عذاب واقع!
اللهم إلّا إذا كان إيمانا بصدق وحق ، دون مماراة ومجاراة نظرة زوال العذاب ثم العودة ، فقد يكون الأخذ بالبأساء عذابا لا مرد له إذ لا يضّرّعون مهما قالوا آمنا : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ. فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ، فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ ، فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦ : ٤٥).
هذا ـ فإذا تضرعوا عند البأس وآمنوا صدقا نفعهم ايمانهم كما في قوم يونس : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٠ : ٩٨).
ف «آمنوا» هو حق الايمان فليقبل ، و (قالُوا آمَنَّا) ليس إلّا قولة الايمان خوفة عن البأس فلا يقبل.