كان للقمر حركة واحدة بها يسبق الشمس ولا تدركه ، وللشمس حركة واحدة بها تتأخر عنه ولا تدركه ، لبقيا لمدة مديدة في مكان واحد ، لأن حركة الشمس كل يوم درجة ، فقدر العزيز العليم في السيارات حركات أخرى دون حركة الشهر والسنة هي الدورة اليومية ، فلا تسبق ـ إذا ـ سيارة أخرى ، إذ تطلع كلّ وتغرب مقابلها ، وفي ذلك النظام (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا ...).
كما ولا ينبغي لها أن تدركه في ميزّاته الذاتية وتأثيراته الخاصة فضلا عن أن يدركها القمر في ميّزاتها وخواصها ، فلا درك هنا ولا هناك ولا تدارك إلّا درك التلاقي الجمع يوم التلاق الجمع : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ...).
(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) كما لا يسبق النهار الليل ، ـ إذا ـ يجتمع ليلان أو نهاران فيختل بذلك النظام ، ف : «الشمس سلطان النهار والقمر سلطان الليل ، لا ينبغي للشمس أن تكون مع ضوء القمر ولا يسبق الليل النهار فلا يذهب الليل حتى يدركها النهار (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يجيء وراء فلك الاستدارة» (١).
ولأن الليل والنهار متضايفان ، فلا ليل إلّا بعد نهار حيث الليل يحصل بغروب الشمس عن الأفق ، فليس الليل ـ إذا ـ سابق النهار منذ البداية ، كما لا يسبقه حتى النهاية وكما وردت به الرواية (٢).
__________________
(١). نور الثقلين ٤ : ٣٧٨ ج ٥٢ تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في الآية.
(٢) نور الثقلين ٤ : ٣٨٧ ج ٥٣ عن المجمع العياشي في تفسيره بالإسناد عن الأشعث بن حاتم قال : كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا والفضل بن سهل والمأمون في الإيوان بمرو فوضعت المائدة فقال الرضا (عليه السلام) ان رجلا من بني إسرائيل ـ