الليل والنهار ، ولإمكانية السبق والدرك لولا (تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فلا سبح لليل ولا نهار ولا فلك فيه يسبحان ، اللهم إلّا سبحا بالأرض في فلكها.
إن لكلّ من سابحات اليمّ الفضاء فلكا تسبح فيه ، وجادّة فضائية جادّة لا تنزلق عنها ، وإلّا لاصطدمت وتساقطت وتناثرت وقامت قيامتها!
«كل» هنا دون ريب تعم ولأقل تقدير هذه الثلاث ، ومما يبرهن له «يسبحون» دون «يسبحان»
ولماذا السابحات هذه وهي غير العاقلة «يسبحون» وهي للعقلاء؟
لأن سبحها في أفلاكها هو سبح العقلاء وأعقل ، إذ لا تغرق في يمّ الفضاء ولا تنزلق عن أفلاكها ، ولا تتغير عن حراكها المقدرة لها ، فللأرض فلكها وحراكها ، وللشمس فلكها وحراكها ، وللقمر فلكه وحراكه دون تبادل واصطدام ، ولا تعارك فانهزام ، اللهم إلّا في حرب قاصدة هادفة يوم القيام.
هذه الثلاث كأضرابها من سابحات السيارات تسبح دائبة في خضمّ الفضاء الفسيح ، وهي على ضخاماتها الهائلة لا تعدو وان تكون نقطا وسماكا صغيرة في ذلك اليم دون خرق أو غرق ، وكم من خارقة وغارقة في خضمّ الحياة من إنسان وسواه وهو من أعقل العقلاء.
وحقيق للإنسان أن يتضاءل أمام هذه السابحات ويتساءل العزيز العليم ، ما هذه القدرة الشاملة التي انتظمت هذه الملائين الملائين من سابحات السيارات التي لا تحصى؟ ... والجواب (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فهل بعد من ريبة في إحياءه الموتى وهو أهون عليه من ذلك التنظيم القويم!
(وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ