يردد أثناء المعركة" اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه ، ولقد قال عنه النبى صلىاللهعليهوسلم وهو يجلس بين أصحابه ذات يوم ، حيث تهلل وجهه ثم قال" اشتاقت الجنة لعمار" ولقد صبر حتى نال هذا الفوز العظيم وذلك مصداقا لقوله تعالى (أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (١) وقوله تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (٢) ... ، إن الأمثلة كثيرة.
والإيمان يملأ القلوب أملا فى رحمة الله تعالى فيكفى أن الله تعالى رغم قدرته واتساع ملكه لم يجعل الموت هو النهاية ، وكان يمكن أن يجعل انتفاع الإنسان بطيباته هى الفترة التى يعيشها فقط ثم بعد ذلك ينقطع من الأرض بموته فلا يرى ربه أو الأنبياء المرسلين ولا يتذوق الفواكه ولحم الطير كما كان يتنعم فى الدنيا ولا يقابل بعد ذلك قريبا ولا زوجة ولا ولدا ولكن الله الكريم ، لا يحرم الإنسان بموته بل يتفضل عليه بالجنة خالدا فيها إن أطاعه ، بل ويرزقه رؤيته ، يقول تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٣) ... ، ولا يحرمه أيضا من طيبات الدنيا ، بل يمده بما هو أطيب ، يقول تعالى (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) ... ، وهو برحمته أيضا لا يحرمه من الجلسة مع أصفيائه وأنبيائه ، يقول تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ، فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٤) ... ، وبفضله لا يحرمك من الزوجة والولد ، يقول تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (٥) ... ، وعلينا بعد ذلك أن يسأل كل منا نفسه هذا السؤال ، ما واجبنا نحو الله بعد أن تفضل علينا برؤية المؤمنين له وجعل الجنة لهم خالدين فيها ولم يكن الموت هو النهاية ولقد أثرت تلك الآيات فيمن كانوا قبلنا حيث فهموا هذا الفضل وتلك المعانى ،
__________________
(١) سورة العنكبوت الآية ٢.
(٢) سورة آل عمران الآية ١٤٢.
(٣) سورة القيامة الآية ٢٢ ، ٢٣.
(٤) سورة النساء الآية ٦٩.
(٥) سورة الطور الآية ٢١.