وحين دفعوا الباب على المغسل الآخر ، فإذا به يستر عورته ... ، ومن توفيت ووليدها فى بطنها فوجدوها تبتسم ووجهها مضيء ... ، ولم لا وقد أخبر صلىاللهعليهوسلم عن الشهداء فذكر منهم ... ، " والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة" ... ، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة (يعنى بجبل المشيمة) ... ، وهناك من غمرتها السعادة حين رأت أمها تبتسم عند الغسل ... ، وهناك من يميل بخده عند تقبيله ... ، وهناك من يفتح إحدى عينيه كأنه يوصى بشيء ... ، وهناك من صبر على المرض سنوات ، وعند خلع ملابسه لتغسيله وضع كلتا يديه على عورته ... ، يروى لى عم هذا الشاب أنهم غسلوه على وضعه هذا ... ، وكان شابا صابرا حافظا للقرآن الكريم ... ، هناك من رأت فى رؤيتها إهداء يذكرها بالقرآن الكريم ... ، ورأت فى رؤيتها النبى صلىاللهعليهوسلم فتركت زينة الدنيا والتزمت بارتداء الحجاب ، وعكفت على وعظ من تعرفهم بالخير ... ، وهناك مغسلة التصقت يدها بمن تغسلها حين رمتها بالزنا ... ، ولم ترتفع يدها حتى أشار الإمام مالك بجلدها ثمانين جلدة ... ، وهناك الكثير ممن شاهدوا بعض ذويهم من الصالحين ، منهم من يبتسم ، ومنهم من يحرك يديه ليستر عورته وصدق سبحانه وتعالى حين يخبرنا بقوله (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (١) ... ، أى أن المتوفى يكون أقوى بصيرة فى كشف الأشياء حيث أنه تخلص من الجسد المادى ومن قيود شهواته التى كانت تحجب عنه الكثير من الأسرار والمكاشفات ... ، لذلك فالصيام فرصة للارتقاء الروحى لأنك وقتها لست أسيرا لشهواتك ... ، إن أحب العباد إلى الله من تحلى بالخلق الحسن ... ، فلقد جاء وفد إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فقالوا" يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله؟ قال" احسنهم خلقا" (٢) ... ، فعلينا بحسن الخلق حتى ترتفع درجاتنا فى الجنة ، إن ما بين الدرجتين فى الجنة كما بين السماء والأرض ... ، إن أكثر ما يدخل الناس الجنة ... ، قال عنه صلىاللهعليهوسلم" أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق (٣) ".
__________________
(١) سورة ق الآية ٢٢.
(٢) رواه الهيثمى.
(٣) رواه الترمذى.