وتسهيل أمور المسلمين والرحمة بالخلق .. ، ولكى تأخذ كتابك بيمينك لا بد من التواضع وعدم الكبر ، والإخلاص فى سائر العبادات والخشوع فيها ومراقبة الله فى كل شىء ولكى يثقل ميزانك عليك بالصدقة .. ، فالعبد يتصدق بالدرهم فيلقى الله وهو مثل الجبل .. ، ويخبرنا صلىاللهعليهوسلم أن أثقل شىء فى ميزان العبد يوم القيامة الصمت وحسن الخلق .." (١) .. وقال صلىاللهعليهوسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن" سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .. ، " (٢) كذلك فإن قراءة القرآن كل حرف بعشر حسنات والصفحة الواحدة يفوز قارئها بما يقرب من خمسة آلاف حسنة تثقل ميزانك يوم القيامة ، فلا يمر يوم عليك دون أن تقرأ جزء أو نصف جزء أو ما تيسر من القرآن .. ، داوم على ذكر الله واجعل لسانك دائما رطبا بذكره سبحانه ليظل عداد حسناتك يعمل ليل نهار حتى لا تغلبك السيئات التى يحاربك بها الشيطان .. ، ولا تنس غض البصر والإعراض عن اللغو والغيبة حتى لا تضيع كل ما تعمل وتصبح مفلسا يوم القيامة رغم فعلك كل الخيرات السابقة .. ، وكن أخى المسلم من الصالحين ، فإن الله تعالى يصلح بالرجل الصالح ولده وولد ولده ودويرات حوله ولا يزالون فى حفظ الله ما زال فيهم ، واعلم أن الهدى رغم كل ذلك من الله .. ، واعلم أن ما يزيد إيمانك طهارة القلب فلا يكن فى قلبك مرض يضعفك أمام الشهوات ، ولا تشغل فكرك وقلبك إلا بذكر الله تعالى وما سمح به .. ، إن ذرة من أعمال القلوب تعدل جبالا من أعمال الجوارح .. ، واحذر خلف الوعد فإنها من خصال المنافقين (٣) .. ، وأد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك .. ، ولا تتبع عورات الناس حتى لا يفضحك الله ولو كنت فى جوف بيتك .. ، وما يزيد الإيمان أيضا الانشغال بالله وذكره ، وقراءة القرآن ، والمداومة على الطاعات ، ولقد كانت أعمال النبى صلىاللهعليهوسلم ديمة أى مداومة على الطاعات ، كما أخبرت السيدة عائشة .. ، كذلك مجالسة الصالحين وغض الطرف عن
__________________
(١) شرح معنى حديث قوله صلىاللهعليهوسلم" يا أبا ذر أ لا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل فى الميزان من غيرهما؟ قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت" جزء من حديث رواه ابن أبى الدنيا ـ الترغيب والترهيب ـ الجزء الثالث
(٢) أخرجه البخارى ـ صحيح الدعاء المستجاب ص ١٥.
(٣) قال صلىاللهعليهوسلم" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف. وإذا اؤتمن خان .. ، متفق عليه ـ رياض الصالحين.