القوة لله وحده ، رزق سبحانه مريم ابنة عمران فى محرابها بغير حساب وأحيا الطير بإذنه لإبراهيم عليهالسلام ... ، وأخرج الناقة من الصخرة الصماء لصالح عليهالسلام .. ، وشق البحر وجعل من العصا حية لموسى عليهالسلام ... ، وكان عيسى عليهالسلام .. ، يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم .. ، ودعا ربه فنزلت المائدة من السماء .. ، وكان يبرئ الأكمة والأبرص بإذن الله ... ، وكان يصور الطير كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ... ، ولقد كلم الناس فى المهد ... ، إن الله سبحانه حين يرضى عن العبد ... ، يعطى بغير حساب ... ، هناك من وصلوا إلى درجة من الصفاء بحيث تتحقق رؤياهم ، ومن كثرة قراءة القرآن والذكر يستيقظون من نومهم وهم يتلونه ، ومن رأوا الجنة ومن تجلى لهم إبداع الله فى كونه ، وأنوار الأنبياء هناك من كسا النور وجوههم عند سكرات الموت ، ومن رفع يديه أثناء الغسل ساترا عورته ... ، وهناك من وقف نعشه فى مكان لأن لحده فى نفس المكان .. ، وهناك من أراد أن يفرط فى مكتبة دينية ، فرأى حبل نور يمتد منها نحو السماء فأدرك قيمة العلم (١) ... ، فاجعل حبك لذات الله فهو أرقى درجات الحب ... ، لا تجعل حبك خوفا من النار أو رغبة فى الجنة فقط ولكن الحب لله مع الخوف والرجاء ، فهل تحب أن يعرفك صديق من أجل ما عندك أم من أجل ذاتك ... ، إن الله هو الحنان المنان فلا فضل للبشر فى شىء ، جاء بك إلى الدنيا ورزقك وجعلك مسلما ووعدك بالبعث والجنة خالدا فيها ، فنحن جميعا نعجز عن شكره لذاته فسبحانه فى كل وقت وحين ... ، لقد أخبرنا صلىاللهعليهوسلم أن للقلوب صدأ كصدأ الحديد من تراكم الذنوب وجلاؤها ذكر الله وكثرة الاستغفار ... ، فعلينا بالإنابة إلى الله لأن بطشه شديد أهلك قوم نوح حين خالفوا ... ، وقوم فرعون حين تكبروا ... ، وقوم عاد وثمود حين اغتروا بقوتهم .. ، فأهلك قارون وأهلك النمروذ ... ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة ... ، ومن وقفوا فى طريق الدعوة إلى الله كأبى جهل ، وأمية بن خلف ، ومن دعا عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأهلك سبحانه كل متجبر فى كل زمان .. ، والأمثلة على ذلك كثيرة ... ،
__________________
(١) ذكر لى ذلك من حدث معه هذا الموقف ـ وكان يريد أن يفرط فى مكتبة والده ، لحاجته المادية.