آخرها وفروا هاربين وأسلم أحد الصحفيين ولنا عبرة أيضا فى انتقام الله تعالى من العصاة فى زماننا ففي إحدى البلاد حين استهانت مجموعة بكتاب الله خسف الله بهم الأرض ... ، وهناك البلاد التى خالفت أوامر الله ورضوا بالمنكر والفساد فكانت الزلازل الشديدة التى تنبأ بها النبى صلىاللهعليهوسلم وبحدوثها فى أخر الزمان حين ينتشر الفساد ... ، لقد كان النبى صلىاللهعليهوسلم لا ينطق عن الهوى فهو الذى قال عن ابى ذر فى غزوة تبوك حين تخلف عن الصحابة عند ما أجهد بعيره الجوع والظمأ فنزل وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى يسير على قدميه وسط الصحراء برغم القيظ الشديد ، وحين أبصره النبى قادما على هذا الحال ، ابتسم فى وجهه قائلا ، يرحم الله أبا ذر ، يمشى وحده .. ويموت وحده .. ويبعث وحده ، وبالفعل مشى وحده فى تلك الغزوة ومات وحده فى قلب الصحراء فى عهد عثمان رضى الله عنه فى منطقة الربذة حين طلب من الخليفة أن يأذن له بالخروج إليها ليعيش وحيدا بعيدا عن الناس وعن فتن الثراء والمال فى عهد الخليفة عثمان رضى الله عنه حيث كثرت الفتوحات الإسلامية وهو يوم القيامة سيبعث وحده من هذا المكان (١) ....
وحين عجزت معاول الصحابة عن تحريك صخرة عاتية أثناء حفر الخندق ، فذهب الصحابة إليه صلىاللهعليهوسلم فسمى الله ورفع كلتا يديه القابضتين على المعول فى عزم وقوة وهوى على الصخرة فإذا بها تتصدع ويخرج من ثنايا صدعها وهجا شديدا أضاء جوانب المدينة ، فهتف صلىاللهعليهوسلم الله أكبر .. أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء لى منها قصور الحيرة ومدائن كسرى وإن أمتى ظاهرة عليها ... ، ثم رفع المعول وضرب الثانية فأضاءت الصخرة بوهج شديد ، فقال صلىاللهعليهوسلم الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم ولقد أضاء لى منها قصورها الحمراء وإن أمتى ظاهرة عليها ، ثم ضرب الثالثة فأضاءت فهلل الرسول صلىاللهعليهوسلم وأخبر الصحابة أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التى سيدخلها الإسلام ... ، وعندها قال الصحابة" هذا ما وعدنا الله ورسوله
__________________
(١) رجال حول الرسول ـ خالد محمد خالد ـ فى الحديث عن الصحابى أبى ذر رضى الله عنه.