فقالت : إي والله! حدّثتني اُمّ عمارة بنت عُبادة بن نَضْلَة بن مالك بن العَجْلان الساعدي : أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب ، إذ أقبل أبو طالب كثيباً حزيناً ، فقلتُ له : ما شأنك؟
فقال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة من المخاض ، وأخذ بيدها وجاء بها إلى الكعبة ، وقال : اجلسي على اسم الله ، فطلقت طلقة واحدة ، فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظّفاً لم أرَ كحُسن وجهه ، وسمّاه عليّاً ، وحمله النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى أدّاه إلى منزلها. قال علي بن الحسين عليه السلام: فو اللّه ما سمعت بشي ء قطّ، إلّا وهذا أحسن منه»
ورواه شمس الدين ، أبو الحسين ، يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد ابن البطريق الحلّي ، من علماء القرن السادس ، بإسناده عن ابن المغازلي ، عن أبي طاهر محمّد بن محمّد البيّع (٣) ، عن أبي عبد الله بن خالد الكاتب ، عن أحمد بن جعفلا بن محمّد بن سَلم الختّلي عن عمر بن أحمد بن روح الساجي ، عن أبي طاهر يحيى بن الحسن العلوي ، عن محمّد بن سعيد الدارمي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام ، وذكر الحديث ، وفي بعض حروفه اختلاف (٤).
__________________
(١) كشف الغمّة ١ : ٥٩ ، ومناقب ابن المغاولي : ٦ / ٣.
(٢) الفسول المهمّة : ٣٠.
(٣) هو أبو طاهر محمّد بن علي بن محمد بن عبد الله البغدادي ، البيّع : بيع السمك ، ولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، ومات سنة خمسين وأربع مائة ، ودفن في مقبرة الشونيزي. انظر تاريخ بغداد ٣ : ١٠٦.
(٤) العمدة : ٢٧ / ٨.