يو عز إلى وهن ذلك الحديث ، وانحياز الشهرة عنه ز
وقبيله قول المحدّث الدهلويّ في (إزالة الخفاء) : «ولم يولد فيها أحدٌ سواه قبلَه ولا بعدَه».
إلى غير هؤلاء من مهرة الفنّ ، وأئمّة النقل ، وأصفقَ معهم علماء الشيعة كافّة.
وقد أو قفناكَ على كلمات زُرافات منهم.
فلو كان يقام لولادة حكيم في البيت وزنٌ عندَ هؤلاء لما أطلقوا القول بملء الأفواه أنّ تلك ختصّة لأمير المؤمنين عليه السّلام لا يشاركه فيها أحٌ ، مع وقوفهم على أمر حُكيم ، وفيهم من أورده في كتابه لكنّه غيره آبِهٍ به.
ويقربُ من هذه الهملجة ما جاء به الديار بكري في (تاريخ الخميس) قال : «وُلِدَ بمكّة بعدَ عام الفيل بسبع سنين ، ويقال : كانت ولادته في داخل الكعبة ، ولم يثبت» (١).
وليت شعري ، بماذا تثبت الحقائقُ التاريخية؟ أبالوحي؟ أم بأخبار الأنبياء؟ وهتاف الكتب السماوية؟
أم أنّ المرجع فيها الرجل والرجلان من النَقَلة والرواة؟
وهل التزم الديار بكريّ في كتابه بأكثر من هذا؟
فما بال هذه الحقيقة التي هَـتَفَت بها المئاتُ والأُلوفُ ، وأثبتتها طبقاتُ الناس جيلاً بعد جيل ، لم تثبت عنده؟
وثبتت لديه هَفوات التاريخ ، التي لو أحصيتها لخرجت عن وضع الرسالة؟
ثمّ ما بال الديار بكري يعتمد على شواهد النبوّة كلّما نقل عنه ، ولا يرتضيه في خصوص المقام؟
_________________
(١) تاريخ الخميس ٢ : ٣٠٧.