يا جابر! إنّ الله عزّ وجل نقلنا فقذف بنا في صلب آدم عليه السّلام ، فأمّا أنا فاستقررت في جانبه الأيمن ، وأمّا عليّ فاستقرّ في جانبه الأيسر.
ثمّ إنّ الله عزّ وجل نقلنا من صلب آدم عليه السّلام في الأصلاب الطاهرة ، فما نقلني من صلب إلّا نقل علياً معي ، فلم نزل كذلك حتّى أطلعنا الله تعالى من ظهر طاهر وهو ظهر عبد المطلب.
ثمّ نقلني من ظهر طاهر وهو ظهر عبد الله ، واستودعني خير رحم ، وهي آمنة.
فلمّا ظهرتُ ارتجّت الملائكّة وضجّت ، وقالت : إلهنا وسيّدنا! ما بال وليّك علي عليه السلّام لا نراه مع النور الأزهر؟ يعنون بذلك محمّداً صلّى الله عليه وآله.
فقال الله عزّ وجل : إنّي أعلم بوليّي وأشفق عليه منكم ، فأطلع الله عزّ وجل عليّاً من ظهر طاهر من بني هاشم.
فمن قبل أن يصير في الرحم ، كان رجلٌ في ذلك الزمان ، وكان زاهداً عابداً يقال له : المبرم بن زغيب الشقبان (١) ، وكان من أحد العبّاد قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل حاجة (إلّا أجابه).
إنّ الله عزّ وجل أسكن في قلبه الحكمة ، وألهمه بحسن طاعته لربّه ، فسأل الله تعالى أن يريه وليّاً له.
فبعث الله تعالى أبا طالب ، فلمّا بصر به المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثمّ قال له : مَنْ أنت يرحمك الله تعالى؟
فقال له : رجلٌ من تهامة.
فقال : أيّ تهامة؟
فقال : من عبد مناف ، ثم قال : من هاشم.
__________________
(١) في بعض النسخ : «المثرم دعيب الشيقبان» هنا وفي ما يلي.