فحدّد عام المولد الشريف بالسابعة من عام الفيل ، عن الضدّ من ضرورة التاريخ والحديث ، وعلم النسب ، المثبتة أنّه في الثلاثين ، وشذّ من أرّخه بالثامن والعشرين منه.
ثمّ ذكر على ذلك : أنّه كان عند بعثة النبي صلى الله عليه وآله ابن خمسة عشر عاماً.
وعليه يجب أن تكون البعثة في الثاني عشر من عام الفيل ، أو أن يكون الإمام عندها إبن ثلاثة وثلاثين عاماً.
وكلاهما مخالف للضرورة والإجماع.
وعلى العلّات ، فالغرض من نقل ما ذكره الرجل هو ما عزاه إلى البعض من حديث الولادة نفسه ، فلا يقصر أن يكون إحدى روايات الباب.
وللجامي رباعية في حديث الولادة ، والشعراء تلمح إلى هذه الفضيلة بما يكاد أن يبلغ مبلغ الصراحة (١).
وقال الشيخ عبد الحقّ بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في (مدارج النبوة) ما ترجمته : «قالوا : إنّه سمّته ـ يعني الإمام عليه السلام ـ اُمّهُ فاطمة بنت أسد (حيدرة) موافقة لاسم أبيها أسد ، فإنّ حيدرة اسم للأسد ، ولمّا جاء أبو طالب كره ذلك ، فسمّاه (عليّاً).
وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله بالصديق كذا في (الرياض النضرة) (٢) : وكنّاه بأبي الريحانتين.
ولقّبه بـ (بيضة البلد) و (الأمين) و (الشريف) و (الهادي) و (المهتدي) و (ذي الاُذن الواعية) و (يعسوب الاُمّة).
وقالوا : إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة» (٣).
__________________
(١) أوردنا الرباعية في حديث الشعراء.
(٢) انظر الرياض النضرة ١٠٤ : ٣ و ١٠٧.
(٣) مدارج النبوة ٥٣١ : ٢ ، ط. دلول كشور ، ١٩١٤ م.