وفيه من الغرائب تعيينه يوم الولادة بالثامن عشر من رجب ، وأغرب منه تحديده الوقت بما قبل البعثة بستّ سنين وستّة أيام.
فإنّ من المتسالم عليه أنّ مولده صلّى الله عليه وآله في عام الفيل ، وأنّ بعثته على رأس الأربعين من عمره الشريف ، فيجب أن تكون ولادة الإمام عليه السّلام ، وهي بعد الثلاثين من عام الفيل قبل المبعث بعشر سنين.
وفي (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) لميرزا محمّد بن رستم معتمد خان الحارثيّ البدخشيّ ، بعد تحديد شهر الولادة ويومها من الاسبوع وسنتها بالجمعة في الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، وأنّها بمكّة في البيت الحرام : «وسمّته اُمّه حيدرة ، وسمّاه النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً ، فرضي أبواه بذلك ، ولم يولد في البيت الحرام أحدٌ سواه ، قبلَه ولا بعدَه ، وهي فضيلة خصّه الله بها».
وفي (كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب) للعلّامة الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي المدرّس بالأزهر ـ بعد التزامه فيه بشدّة التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة ، فيما زعمه ، لأنّ الإمام عليه السّلام في غنىً عنها لكثرة ما ثبت في السنّة من أحاديث فضائله ـ ، وأرسل إرسال المسلّم : أنّ من مناقبه ـ كرّم الله وجهه ـ ، أنّه ولد في داخل الكعبة ، ولم يعرف ذلك لأحدٍ غيره ، إلّا حكيم بن حزام رضي الله عنه.
ففي (شرح الشفا) للشيخ عليّ القاري ، بعد أن قال في حكيم بن حزام : «ولا يعرف أحدٌ ولد في الكعبة غيره على الأشهر» ما نصّه : «وفي (مستدرك الحاكم) أنّ عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ أيضاً ولد في داخل الكعبة» (١).
__________________
(١) كفاية الطالب : ٢٥ و ٣٧ ، وشرح الشفا ١ : ١٥١ ، طبع الآستانة ، والمستدرك ٣ : ٤٨٣.