فلا أقلّ من أنّ حاله مجهول ، إن لم يكن من اُولئك الضعفاء الّذين أكثر ابن بكّار في الرواية عنهم في الجمهرة أشياء منكرة كثيرة ، خاصّة أنّه كان الواسطة بين عامر بن صالح وبينه.
وشيخه هذا ـ عامر ـ كان كذّاباً ، ليس بثقة ، عامة حديثه مسروق ، يروي الموضوعات ، لا يحلُّ كتبُ حديثه إلّا على التعجّب ، ولعلّه ورّث تلميذه شيئاً من ذلك (١).
ثالثاً : أنّ مصعب بن عثمان هذا لم يذكر سنداً لهذه الرواية ، ولا صرّح باسم من حكاها له ، ولا أشار إلى المصدر الذي استقاها منه ، وأقلُّ ما يمكننا القول إنّها كسابقيتها مرسلة ، منكرة ، شاذّة ، ضعيفة.
ومن العجب أنّ بعض المولّفين أوردوا رواية الزبير هذه في مؤلّفاتهم يرسلونها إرسال المسلّمات ، ويوردونها مستدلّين بها محتجّين ، وكأنّها من الأحاديث المسندة الصحيحة المتواترة الثابتة التي لا تقبل الجدل ، ولا تخضع للنقاش!
فقد أخرجها عن الزبير :
جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي (٥١٠ ـ ٥٩٧ ه) في كتابه «صفة الصفوة» (٢).
جمال الدين أبو الحجّاج يوسف المزّي (٦٥٤ ـ ٧٤٢ ه) في كتابه «تهذيب الكمال» (٣).
شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه) في كتابه «سير أعلام النبلاء» (٤).
__________________
(١) اُنظر تهذيب الكمال ١٤ : ٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢٩.
(٢) ج ١ : ٧٢٥.
(٣) ج ٧ : ١٧٣.
(٤) ج ٣ : ٤٦.