شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه) في كتابه «الإصابة» (١).
وقد تعوّدنا من هؤلاء الأربعة ـ خصوصاً ـ محاولاتهم الدائبة للتستّر على فضائل عليّ وأهل بيته عليهم السّلام وكتمانها ، وتضعيفها مهما كثرت طرقها وتواتر أسانيدها ، وأفرطوا في ذلك حتّى اشتهروا به.
كما تعوّدنا منهم الإخبات بصحّة الفضائل الموضوعة ، والكرامات المختلفة ، والأحاديث الضعيفة الواهية المرويّة في من كان على رأيهم ، ويذهب مذهبهم ، ويوافق هواهم وزيغ قلوبهم (أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ).
* * *
ورواها الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه) في «المستدرك» بطريقين :
الأوّل «سمعتُ أبا الفضل الحسن بن يعقوب ، يقول : سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد الوهاب ، يقول : سمعت عليّ بن عثّام العامري ، يقول :
ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة ، دخلت اُمّه الكعبة فمخضت فيها ، فولدت في البيت» (٢).
وابن عثّام هذا هو أبو الحسن الكلابي الكوفي ، توفّي سنة (٢٢٨ ه) ، وتحرّف اسمه في مطبوعة المستدرك إلى : غنام.
قال عنه الحاكمك في تاريخة : «أديب فقيه ... أكثر ما اُخذ عنه الحكايات ، والزهديّات ، والتفسير ، والجرح والتعديل» (٣).
__________________
(١) ج ٢ : ٣٢.
(٢) ج ٣ : ٤٢٨.
(٣) انظر سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٧٠.