وقال أبو حاتم الرازي : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدّاً.
وقال محمّد بن يحيى الذهلي النيسابوري : عليّ بدنة إن حدّثتُ عن عبد العزيز بن عمران حديثاً.
وقال ابن حبّان : يروي المناكير عن المشاهير.
وقال الرازي : امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه ؛ وتَرَكَ الرواية عنه (١).
إنّ اتّفاق هؤلاء الأعلام على ضعف عبد العزيز بن عمران وترك حديثه ، واشتهاره بالكذب ، ورواية المناكير ، وسوء الخلق و... ، أغناني عن اللجوء إلى التدقيق والبحث في بقيّة السند.
إنّ مصنّفاً مجهول الحال كالأزرقي ورواياً كالأعرج ، لا يصحّ الاعتماد عليهما في إثبات حادثة شاذّة كهذه.
وسندٌ هذا مبدؤه ومنتهاه محكوم عليه بالإهمال والإعراض التامّين ، ولا يصحّ للباحث الجادّ أن يستند إليه بأيّ وجه ، وفق ما قرّره علماء الدراية.
قال الحافظ يحيى بن سعيد القطّان ـ الذي وصفه الذهبي بأمير المؤمنين في الحديث (٢) ـ : «لا تنظروا إلى الحديث ، ولكن اُنظروا إلى الإسناد ، فإن صحّ الإسنادُ ، وإلّا فلا تغترّوا بالحديث إذا لم يصحّ الإسناد» (٣).
وقال الحافظ عبد الله بن المبارك : «ليس جَودَةُ الحديث قرب الإسناد ، جَودَةُ الحديث صحَّةُ الرجال» (٤).
__________________
(١) راجع التاريخ الكبير ٦ : ٢٩ ، والتاريخ الصغير ٢ : ٢٢٤ ، والجرح والتعديل ٥ : ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، وتاريخ بغداد ١٠ : ٤٤١ ، وتهذيب التهذيب ٦ : ٣٥١ ، وميزان الاعتدال ٢ : ٦٣٢ ، وغيرها.
(٢) سير أعلام النبلاء ٩ : ١٧٥.
(٣) تهذيب الكمال ١ : ١٦٥ ، وسير أعلام النبلاء ٩ : ١٨٨.
(٤) تهذيب الكمال ١ : ١٦٦.