من أجل هذا ـ وغيره ـ ينبغي لنا ألّا نمنح هذا التاريخ ثقتنا واعتمادنا ، بل يجب غربلته وأزالة شوائبه بإخضاع نصوصه وأخباره لدراسة علمية ، ، حيادية ، مستوعبة وشاملة لجيمع جوانبه ، مع الاهتمام بكلّ صغيرة وكبيرة ، فلا فائدة من تصنيف الأخبار إلى تافهٍ وقيّم ، إلّا بعد البحث والدراسة.
فالتافهُ ما أثبت التحقيق تفاهته وزيفه وضعف قواعده وتضعضع دعائمه.
والقيّمُ ما أثبت المتمحيص أصالته ، وظهرت براهينه ، ولاحت دلائله ، وصمد عند النقد.
وفي الختام أحمدُ الله سبحانه لما خصّني به من لطف القيام بهذا العمل المتواضع ، آملاً أن يروق أهل الفضل والتحقيق ، متوكّلاً على الفرد الصمد ، متوسّلاً بحجزة وليد الكعبة ، مستمّداً العون من ساحة قدسه.
(اِلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا بِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ) ، (وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) ، (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ).
* * *