قال العبّاس بن عبد المطلب ويزيد بن قَعنَب : لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء ، رأينا البيت قد انفتحَ من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا ، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بإذن الله.
فرُمنا أن نفتحَ الباب لتصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب.
فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ من أمر الله تعالى ، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام.
قال : وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك ، وتتحدّث المخدرات في خدورهنّ ، فلمّا كان بعد ثلاثة أيام انفتحَ البيتُ من الموضع الذي كانت دخلت فيه ، فخرجت فاطمة وعليٌّ عليه السلام على يديها ...» الحديث (١).
٤ ـ وروى ابن شهر آشوب ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال : «انفتح البيت من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، ثمّ عادت الفتحة والتصقت ، وبقيت فيه ثلاثة أيّام ، فأكلتْ من ثمار الجنّة ...» الحديث (٢).
ووااضح أنّ بعض هذه الروايات قد اقتصر على الإشارة الإجمالية لمولده عليه السلام والتذكير بفضله ، بينما توسّعت بعضها بسرد التفاصيل بحذافيرها ، ومنها بيان كيفيّة دخول فاطمة بنت أسد البيت ودعائها وبقائها في البيت وأكلها من ثمار الجنة.
٥ ـ ولم يقتصر ذكر الولادة على الروايات وحسب ، بل جاء في الأدعية والزيارات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام التصريح بولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة المعظّمة.
ففي زيارة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله في (١٧ ربيع الأول) التي رواها محمّد بن مسلم الثقفي ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام :
__________________
(١) الأمالي (للشيخ الطوسي) : ٧٠٦ / ١٥١١ ، وبحار الأنوار (للمجلسي) ٣٥ : ٣٦ / ٣٧.
(٢) المناقب (لابن شهر آشوب) ٢ : ١٧٤ ، وبحار الأنوار (للمجسي) ٣٥ : ١٨.