قال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ، ثمّ وضع يديه على وجهه ، فبينما هو كذلك إذ أقبل محمّد صلى الله عليه وآله ، فقال له : ما شأنك يا عمّ؟
فقال : إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض.
فأخذ بيده وجاء وهي معه ، فجاء بها إلى الكعبة ، فأجلسها في الكعبة ، ثمّ قال : اجلسي على اسم الله.
فطلقت طلقة ، فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظّفاً ، لم ارّ كحسن وجهه ، فسمّاه أبو طالب عليّاً (١) ، وحمله النبيّ صلى الله عليه وآله حتى أدّاه إلى منزلها».
قال عليّ بن الحسين عليه السلام : «فو الله ما سمعتُ بشيء قدُّ إلّا وهذا أحسن منه» (٢).
٣ ـ وروى الشيخ الطوسي في أماليه بعدّة أسانيد ، منها عن أبي عبد الله جعفر ابن محمّد عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ـ في حديث طويل ـ قال : «كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى ، بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أُم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة بأمير المؤمنين عليه السلام لتسعة أشهر ، وكان يوم التمام.
قال : فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق ، فرمت بطرفها نحو السماء ، وقالت : «أي ربّ ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء به من عندك من رُسُلٍ وكُتُبٍ ، وإنّي مصدّقةٌ بكلام جدّي إبراهيم الخليل ، وأنّه بنى بيتك العتيق.
فأسألك بحقّ هذا البيت ومَن بناه ، وبهذا المولود الذي في أحشائي ، الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنةٌ أنّه إحدى آياتك ودلائك ، لمّا يسّرتَ عليَّ ولادتي ...».
__________________
(١) وجاء في بعض الروايات أنّ الذي سماه هو النبيّ صلى الله عليه وآله ، وروي أيضاً أنّ أبا طالب سمع هاتفاً يقول له : سمّه علياً.
(٢) مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام (لابن المغازلي) : ٦ / ٣ ، والفصول المهمّة (لابن الصباغ) : ٣٠ ، وكشف الغمّة (للأربلي) ١ : ٥٩ ، وعمدة عيون صحاح الأخبار (لابن البطريق) : ٢٧ / ٨.