وفي ما يلي نذكر أرقام اليقين التي تدفع أوهام الشكّ وإثارات أصحاب الاتّجاه الثاني.
أوّلاً : الولادة المعظّمة في حديث أهل البيت عليهم السلام :
نقل عن أهل البيت عليهم السلام الكثير من الأخبار والروايات التي تحدّثوا فيها عن طبيعة تلك الولادة ومحلّها وملابساتها.
وقد حكى السيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٧ هـ) تواتر حديث الولادة في الكعبة ، حيث قال : رواية أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وُلِدَ في الكعبة ، بلغت حدّ التواتر ، وهي معلومة في كتب العامّة والخاصّة (١).
وفي ما يلي نذكر بعض رواياتهم عليهم السلام :
١ ـ روى ابن الفتّال ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول : «إنّ فاطمة بنت أسد ضربها الطلق ؛ وهي في الطواف ، فدخلت الكعبة ، فولدت أمير المؤمنين عليه السلام فيها» (٢).
٢ ـ وروى ابن المغازليّ الشافعيّ بالإسناد ، عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهم السلام قال : «كنتُ جالساً مع أبي ؛ ونحن زائرون قبر جدّنا صلى الله عليه وآله وهناك نسوانٌ كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهنّ ، فقلتُ لها : مَن أنتِ يرحمك الله؟
قالت : أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة.
فقلت لها : فهل عندك شيء تحدّثينا؟
فقالت : إي والله ، حدّثتني أُمّي اُمّ عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي ، أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب ، إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً فقلت له : ما شأنك ، يا أبا طالب؟
__________________
(١) غاية المرام (للبحراني) : ١٣.
(٢) روضة الواعظين (لابن الفتّال) : ٨١ ، وبحار الأنوار ٣٥ : ٢٣ / ١٧.