وليس ولادهُ في البيت بِدعاً |
|
فإبراهيمُ شادَ له دِعامَهُ |
وهذا البيتُ بيتُ أبيهِ قدماً |
|
وفاطمةٌ به وضعت غُلامَه (١) |
٢٢ ـ الشاعر المسيحي بولس سلامة.
قال في ملحمته التاريخية الكبرى المسمّاة (عيد الغدير) :
سمعَ الليلُ في الظلام المديدِ |
|
همسةً مثل أنّةِ المفؤودِ |
من خفيّ الآلامِ والكبتِ فيها |
|
ومن البشرِ والرجاء السعيدِ |
حُرّة لزّها المخاضُ فلاذت |
|
بستارِ البيتِ العتيقِ الوَطيدِ |
كعبة الله في الشدائد تُرجى |
|
فهي جسرُ العبيد للعمبودِ |
صبرت فاطمٌ على الضَيمِ حتّى |
|
لهثَ الليلُ لهثةَ المكدودِ |
وإذا نجمةٌ من الاُفق خفّت |
|
تطعنُ الليلَ بالشُعاع الحَديدِ |
وتدانَت من الحطيمِ وقَرَّت |
|
وتدلّت تدلّيَ العُنقودِ |
تسكبُ الضوءَ في الأثيرِ دَفيقاً |
|
فعلى الأرضِ وابلٌ من سُعودِ |
كانَ فجرانِ ذلكَ اليومَ فَجرٌ |
|
لنهارٍ وآخَرٌ للوَليدِ (٢) |
وبعد عرض كلّ هذه الأرقام تبيّن لنا اتّفاق علماء المسلمين بمن فيهم المحدّثون والمؤرخون المتقدّمون والمتأخّرون على ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في البيت العتيق.
وليس ذلك من مزاعم الشيعة وحدهم ، ولا هو ضعيف عند العلماء والمحدّثين ، على ما ذكره أصحاب الاتّجاه الثاني في ما قدّمناه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
__________________
(١) عليّ عليه السلام وليد الكعبة (للأُردوبادي) : ٩٤.
(٢) الغدير (للأميني) ٦ : ٣٧ ـ ٣٨ ، وعليّ عليه السلام وليد الكعبة (للأُردوبادي) : ١٠٥ ـ ١٠٦.