مسلم الثقةَ الجليل لأمير المؤمنين عليه السّلام ، في يوم مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله في السابع عشر من ربيع الأوّل ما نصّة : «السلام عليك يا مَن وُلِدَ في الكعبة ، وزوّج في السماء بسيّدة النساء ...».
ثمّ قال بعد سرد فضائل جمّة له عليه السّلام : «السلام على المخصوص بالطاهرة التقيّة ابنة المختار ، المولد في البيت ذي الأستار ...» (١).
وفي زيارة لأمير المؤمنين عليه السّلام اُخرى مطلقة ، ذكرها السيّد ابن طاوس في (مصباح الزائر) أوّلها بعد التكبيرات الأربع والثلاثين : «سلامُ الله وسلامُ ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده المخلصين» ، ما لفظه : «السلام على المولود في الكعبة ، المزوّج في السماء» (٢).
لقد علم النياقد الباحثون أنّ المغزى من إنشاء ألفاظ الزيارات المخصوصة منها والمطلقة ، وتلاوتها في المشاهد المقدّسة ، حيث المحاشد والمجتمعات العامّة ، ليس إلّا الإشادة بذكر أئمّة الدين ، والتنويه بفضائلهم ، والتذكير بمزاياهم ، وإشهار أمرهم ، وإحياء ذكرهم.
وإنّما أنهوها إلى الشيعة لتتلوها آناء الليل وأطراف النهار في المواسم ، وبين زَرافات المترادفين إلى مراقد أئمّة الدين عليهم السّلام فيقف مَن يتلوها أو يسمعها على مقامهم الرفيع ، ومحلّهم من الشرف ، ومتبوّءهم من الخطر ، فتُخبتَ قلوبهم ، وتثلج صدورهم ، ويلفت النائي عنهم إلى ما حووه من المجد المؤثّل (٣) ، والكرامة على الله ، والزّلفة منه ، فتكون فيها دعايةٌ إلى ولائهم ، واحتجاجٌ
__________________
(١) في بحار الأنوار ١٠٠ : ٣٧٤ عن المزارين ، والإقبال : ٦٠٨ ، ومصباح الزائر : ١٠٦ ، والمزار الكبير (لابن المشهدي) : ٢٦٧ و ٢٧١ (مخطوط).
(٢) مصباح الزائر : ١٠٦ ، وبحار الأنوار ١٠٠ : ٣٠١ ـ ٣٠٢ عنه.
(٣) تأثّل لشيء : تأصّل وتعظّم. القاموس المحيط ـ أثل ـ ٣ : ٣٣٧.