لإمامتهم ، وإصحار (١) بتقدّمهم للأمر ، وهداية إليهم ، وإرشاد إلى سلوك خطّتهم.
فهل يكون ذلك كلّه إلّا بسرد ما هو المشهور الدائر بين حَمَلَة الحديث المقبول لدى الأُمّة حمعاء ، المطردّ عند أهب السير والأثريين.
ولو عداه ذلك لكان غميزةً في أئمّة الهدى بالتعليم بالسّفاسف ، وفي شيعتهم بالتبجّح بالواهيات ، وفي المذهب بابتنائه على شفا جُرفٍ هارٍ.
وممّا يقرّب من هذا نظمُ السيّد الحميري ، المتوفّى سنة (١٧٩ ه) كما نصّ به القاضيّ التستريّ في (المجالس) ذلك ، على ما جاء في (المناقب) لابن شهر آشوب ، وابن الفتّال الشهيد في (روضة الواعظين) قال :
وَلَدَتهُ في حرم الإله وأمنهِ |
|
والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ |
بيضاءُ طاهرةُ الثياب كريمةٌ |
|
طابَتْ وطابَ وليدُها والمولدُ |
في ليلةٍ غابَـت نحوسُ نُجومها |
|
وبَدَتْ مع القمرِ المنيرِ الأسْعُدُ |
ما لُفّ في خِرَقِ القوابلِ مثلُهُ |
|
إلّا ابنُ آمنةَ النبيِّ محمّدُ(٢) |
وله :
طِبْتَ كَهْلاً وغُلاماً |
|
ورَضيعاً وجَنينا |
ولدى المِيثاقِ طِيناً |
|
يومَ كان الخَلْقُ طِينا |
وببَطْنِ البيتِ مولُو |
|
داً وفي الرَمْلِ دَفينا |
كنتَ مأمُوناً وَجيهاً |
|
عندَ ذي العرش مَكينا |
في حِجابِ النُور طُهْراً(٣) |
|
طَيّباً للطاهِرينا |
عندَ ساق العَرْش مَعْ طـٰ |
|
ـه تؤمُّ الساجِدينا (٤) |
__________________
(١) أصحر بالأمر : أظهره. أساس البلاغة ـ صحر ـ : ٢٤٩.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٧٥ ، وروضة الواعظين : ٨١ ، وأعيان الشيعة ١ : ٣٢٤.
(٣) في المناقب : حياً.
(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٧٦.